فائدة التناغم الأسري على قوة حفظ وذاكرة الطفل

420

قوة الذاكرة لدى الطفل والحفظ السريع هي من المواهب التي  تخلق معه منذ ولادته. لكن هذه المواهب تكون خام وتحتاج إلى الصقل وهنا يأتي دور التناغم الأسري في زيادة قوة الحفظ لدى الطفل وتقوية ذاكرته.

حيث أن جو الأسرة التي ينشأ فيها الطفل تؤثر بشكل كبير على قدراته الحفظية. فالأسرة هي الحاضن الأول للطفل وهي المسؤول الأول على تنمية قدرات الطفل وتحفيزه على التطور والاستمرار.

فالأسرة تتكون من الأب والأم والأبناء حيث أن الأب والأم هم عمودي التأسيس فهما يقومان بتنشئة الطفل وتطويره.

وهنا يأتي دور التناغم الأسري. حيث أن الأب والأم يجب أن تكون علاقتهما متناغمة.

وكان الدكتور علي الربيعي قد تحدث في هذا الخصوص فهو يعتبر أنه لكل من الأم والأب. دور خاص فواجبات الأم وواجبات الأب تجاه الطفل متكاملة حيث أن التفاهم بين الأم والأب. يلعب دوراً أساسياً في تنمية ذكاء الطفل وذاكرته وزيادة قدراته الحفظية.

تأثير التناغم الأسري على الطفل:

لقد تحدث الدكتور علي الربيعي عن تأثير التناغم الأسري على ذكاء الطفل وقدرته على الحفظ بأعلى سرعة ممكنة. وحدد الدكتور علي الربيعي بعض النقاط الإيجابية التي يحصل عليها الطفل في جو التناغم الأسري ومن أبرزها:

1- الوقت المنظّم والمستثمر بشكل صحيح:

فالطفل الذي يعيش في جو من التناغم الأسري يملك نظاماً في حياته حيث يكون هذا النظام. يحوي على ساعات مخصصة من أجل القيام بالنشاطات اليومية كافة.

ففي الصباح كافة أفراد الأسرة تستيقظ ويذهب كل شخص إلى عمله الأم والأب والأطفال يذهبون إلى المدرسة.

في وقت الظهيرة يعود أفراد الأسرة ويجتمعون في المنزل من جديد ليتناولوا طعام الغداء ويتابعون يومهم مع بعض.

بالتأكيد هذا النظام هو عبارة عن نظام عام لكن الطفل ضمن هذا التنظيم يتم تحفيز دماغه على العمل بشكل صحيح. بالتالي هذا الأمر يقوي الذاكرة وينشط قدرة الطفل في الحفظ السريع.

اقرأ أيضاً: ما أفضل الخلطات التي تساعد على زيادة قوة الذاكرة؟

2- النفسية السليمة والطبيعية:

أكّد الدكتور علي الربيعي أن نفسية الطفل تكون سليمة في جو التناغم الأسري والمقصود بكلمة سليمة. أن الطفل يعيش حياته الطبيعية دون وجود أي عوائق أمامه.

لهذا السبب يمكننا أن نلاحظ أن الطفل الذي يعيش في جو أسري لا يحوي أي تناغم بين الأم والأب يملك اضطرابات نفسية هائلة. تؤثر هذه الاضطرابات على قدراته العقلية وبالتالي ستؤثر على ذاكرة الطفل ومستوى استيعابه.

3- كذلك عدم وجود أي شعور بالنقص من تأثير التناغم الأسري على الطفل : 

بسبب عيش الطفل في أسرة طبيعية يشعر ضمنها بالأمان

لن يشعر الطفل بأي شعور بالنقص لأنه يعيش مع أبوين يسعيان دوماً إلى توفير الأمان له بحيث أن الأم والأب يكملان بعضهما.

فالطفل في جو التناغم الأسري لديه اطمئنان بأن والديه معه يساعدانه في أي موقف قد يتعرّض له. فهما سند لهذا الطفل وهما يسعيان دوما لتنمية قدراته العقلية وتطويرها.

4- اكتساب القوة من الوالدين:

فقد أكد الدكتور علي الربيعي بأن التوافق بين الأم والأب مهم جداً في تنشئة الطفل حيث أن هذا التوافق يشكل التناغم الأسري. الذي يحتاجه الطفل من أجل التطور العقلي والنمو.

بذلك فإن التناغم الأسري له دور كبير في اكتساب الطفل القوة التي يحتاجها كي ينعش عقله ويرفع مستوى قدرته على الحفظ السريع.

5- الشعور بالاستقرار وعدم التشتت:

من أبرز العوامل التي ذكرها الدكتور علي الربيعي وأكد على دورها في تحفيز ذاكرة الطفل. ورفع مستوى قدرته على الحفظ هو الاستقرار.

فشعور الطفل بالاستقرار أمر مهم جدا وهنا لا نقصد فقط الاستقرار المكاني بل يشمل الاستقرار جوانب كثيرة كالاستقرار النفسي. والحياتي فهي جوانب مهمة جداً من أجل تطور الطفل. وتحفيز ذاكرته التي هي الأساس في تحسين قدرة الطفل في الحفظ.

نصائح لكل أم وأب من أجل تحقيق التناغم الأسري:

توجد بعض النصائح التي أكد عليها الدكتور علي الربيعي والتي تساعد كل أم وأب يجتهدان من أجل تطوير قدرات أطفالهم ومن هذه النصائح:

1- حرص الأب والأم على إيجاد التفاهم فيما بينهم بأي شكل من الأشكال والتفاهم. الذي نقصده هو ذلك التفاهم الذي يتعلّق بشؤون الأطفال.

2- مناقشة أي أمر متعلّق بالطفل والتوصل إلى رأي مشترك بين الأم والأب وهذا من الأمور المهمة جداً. حيث أن عدم التوافق في الرأي بين الأب والأم يخلق لدى الطفل حالة ضياع تؤثر بشكل سلبي على قدراته العقلية وهذا الأمر لا أحد من الآباء يرغب به.

كذلك من أهم النصائح لكل أم وأب من أجل تحقيق التناغم الأسري:

3- خلق جو الاستقرار ضمن الأسرة وهذا الأمر يتطلب الكثير من الجهد من قبل الطرفين حيث أن توفير الاستقرار. في حياة الطفل من الأمور المهمة جداً والتي تلعب دور أساسي في نمو وتطور قدرات الطفل العقلية.

4- تجنب الشجارات واختلاف الرأي بين الأم والأب أمام الأطفال قدر الإمكان لأن الطفل الذي يعيش مع أم وأب مختلفين. في الرأي يخلق لديه اضطرابات نفسية تؤثر على تطوره الفكري بالإضافة إلى حالة الضياع التي سيشعر بها الطفل.

5- تجنب ارتفاع الصوت أمام الأطفال فقد تحدّث على أهمية الهدوء أمام الأطفال والتروي في الحديث بالإضافة إلى أن الصوت المرتفع. والصريخ أمام الطفل يؤثر بشكل سلبي عليه ويجعله غير قادر على التركيز بشكل جيد بالتالي سيؤثر على ذاكرته وقدراته الحفظية ستنقص مع الزمن.

6- أطفالنا أمانة لدينا يجب أن نعتني بهم وألا ندخلهم في مشاكل هم لا ذنب بها حيث نجد الكثير من الآباء والأمهات المنفصلين والذين لا يمكنهم أن يتفقوا في الرأي مع بعضهم. بحيث توجد الكثير من المشكلات العالقة فيما بينهم والمصيبة الأكبر أنهم يدخلون الأبناء في مشكلاتهم ويحاربون بعضهم البعض من خلال تحويل الأبناء إلى أدوات لحربهم.

هذا الأمر مضرّ جداً في تطور الأبناء من كافة النواحي وبشكل خاص من ناحية التطور العقلي لذلك نلاحظ أن الأطفال الذين تكون أسرهم مفككة لديهم اضطرابات نفسية تؤثر على ذاكرتهم وتقدمها.

7- في حال حصل الانفصال بين الأم والأب فلا بأس بأن يتفقوا فقط في الأمور التي تتعلق بالأطفال حيث فهؤلاء أطفالنا ولهم حقّ علينا يجب أن نعطيهم إياه.

 ألعاب يمكن أن يلعبها الأهل مع أطفالهم لتقوية الذاكرة:

توجد مجموعة من الألعاب التي يمكن أن يلعبها الأب والأم مع الأطفال من أحل تحقيق عدة أهداف منها تقوية الروابط الأسرية. بالإضافة إلى رفع قدرة الطفل على الحفظ وتقوية ذاكرته.

حيث أنه مع الأطفال ذوي الأعمار الصغيرة يمكننا أن نلعب بلعبة كروت الذاكرة التي تحتاج إلى التركيز والتي تنمي مهارات الطفل. عدا عن أنها تنشط ذاكرة الطفل وتقويها.

ومع الأطفال الذين في أعمار متقدمة يمكن للأهل أن يلعبوا مع أطفالهم باللعبة التي يتم فيها الانقسام إلى فريقين ومن ثم يتم طرح حرف معين ويتوجب أن يقوم كل فريق. بإيجاد كلمات تبدأ بهذا الحرف وهذه الكلمات تكون من عدة أنواع.

بذلك سيتمكن الأب والأم من تحفيز ذاكرة الطفل وتقويتها بالإضافة إلى رفع مستوى الحفظ لدى الطفل لدرجة كبيرة.

في الختام نؤكد على فكرة الدكتور علي الربيعي التي تنصّ بأن تحقيق التناغم الأسري. الذي يدعم نمو الأطفال أمر يمكن تحقيقه باتباع الأم والأب خطوات بسيطة توفر للطفل الجو المناسب كي يتطور.